مشكلات الشباب حول العالم في معظمها متشابهة وإن اختلفت بعض عواملها ومسبباتها، الاطلاع عليها يُيسر علينا معالجتها أو حتى الوقاية منها.
هذا الكتاب الممُيز -وأتمنى ترجمته يوماً ما- حصيلة سنوات من الاستقراء ومتابعة المرضى في عيادة كاتبته، د. ميغ. عنونته بـ ” The Defining Decade” (العقد المفصلي) لأن غالب مرضاها من الشباب العشريني. اختارت هذا العنوان لاعتقادها أن هذا العقد هو الذي يُحدد العقود التي تليه إذ هو الفترة الذهبية والحاسمة في اختيار طريقة الحياة والمهنة والتعليم.
رأيت تشابهات كثيرة بين مشكلات الشباب الأجنبي وشبابنا العربي، وتوصيف دقيق لبعضها، وبعضها يمكن إسقاطه على حالات مختلفة بالاسم. في أحد الفصول تناقش العلاقات التي يُفترض أن تُفضي إلى الزواج، وقلق الفتيات ولا مسؤولية الشباب، هذه العلاقات محرّمة طبعاً في الإسلام، لكن ما وصفته ينطبق إلى حد كبير على فترات العقد أو الزواج، بالإضافة إلى عوامل اختيار الشريك. يعني يمكن أن نستثمر ما ذكرته بطريقتنا ومبادئنا.
الكتاب من كُتبي المفضلة لأن د. ميغ تعرض ما تعرضه بغرض التوعية ومساعدة المجتمع والمربين والشباب طبعاً لاستثمار هذه الفترة من العمر، لذلك ستجدها واضحة في عرض المشكلة وأسبابها ومشاعر مرضاها وحلولها التي اتبعتها؛ ستجد أزمة الهُوية وجذورها التاريخية في المجتمع الأمريكي -لسنا بعيدين عنه!- والأثار النفسية والأخلاقية لتأخر الزواج وتضاؤل عدد أفراد العائلة، وأنواع الروابط وتشوش مفاهيمها، وتأثير أحد أنواع الموسيقى -هذا مما استعجبت من قضيتها فيه- على الجانب الأخلاقي، وتوصيف للضغوطات التي يواجهها العشريني ونظرته القاصرة للحياة والمستقبل وإدراكه غير المتزن للزمن.
ولأن لا شيء يحدث عبثاً، قرأت الكتاب أواخر 2015/1436 ضمن مبادرة شذرات من معرفة ، لأعمل مباشرة مع المقبلات على عقدهن الثالث -العشريني، أواخر 2016. ازداد وعيي حقيقة في تلمّس الثغور للتواصل معهن ومساعدتهن على تجاوز المرحلة بأقل قدر من الخسائر.